1383203
1383203
العرب والعالم

تصعيد «غير مسبوق» في جنوب سوريا وارتفاع أعداد النازحين إلى320 ألفا

05 يوليو 2018
05 يوليو 2018

المعارضة: وساطة الأردن نجحت في إعادتنا للتفاوض مع الروس -

عواصم - عمان - بسام جميدة - وكالات:-

استهدف الجيش السوري والقوات الروسية بمئات الضربات الجوية مناطق سيطرة الفصائل المعارضة في محافظة درعا، بعد فشل مفاوضات لوقف المعارك، في تصعيد «غير مسبوق» منذ بدء الحملة العسكرية على جنوب سوريا.

وقال متحدث باسم الفصائل المعارضة في مدينة درعا لوكالة فرانس برس إن هدف التصعيد «إجبار» المقاتلين على التفاوض مع الروس والقبول باتفاق يتضمن عملياً استسلامهم.

وقال متحدث باسم المعارضة المسلحة في سوريا إن الوساطة الأردنية نجحت في إعادة مفاوضي المعارضة إلى الطاولة مع ضباط روس بشأن التوصل لاتفاق نهائي ينهي القتال ويسلم محافظة درعا لسيطرة الدولة.

وقال إبراهيم الجباوي إنه من المتوقع أن يعقد الجانبان محادثات في وقت لاحق في مدينة بصرى الشام الجنوبية التي عقدت فيها بالفعل أربع جولات من المحادثات منذ يوم السبت الماضي لكنها لم تنجح حتى الآن في التوصل لاتفاق.

وقال مسؤولون في المعارضة المسلحة إن الاختلافات الرئيسية تتركز على تسليم المسلحين لأسلحتهم دفعة واحدة أم على مراحل قبل تسليم المناطق التي يسيطرون عليها لسلطة الدولة تحت إشراف الشرطة العسكرية الروسية.

وتشن قوات الحكومة بدعم روسي منذ 19 يونيو عملية عسكرية واسعة النطاق في محافظة درعا، مكنتها من توسيع نطاق سيطرتها من ثلاثين الى أكثر من ستين في المائة من مساحة المحافظة الحدودية مع الأردن.

وأحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض أمس تنفيذ «الطائرات السورية والروسية أكثر من 600 ضربة جوية بين غارات وقصف بالبراميل المتفجرة منذ ليل أمس الأول».

واستهدفت الغارات بشكل خاص بلدات في محيط مدينة درعا قرب الحدود الأردنية، بينها الطيبة والنعيمة وصيدا وأم المياذن واليادودة. كما طالت بعض الضربات مدينة درعا. ووصف مدير المرصد رامي عبد الرحمن لفرانس برس التصعيد الأخير بانه «غير مسبوق» متحدثاً عن «قصف هستيري على ريف درعا في محاولة لإخضاع الفصائل بعد رفضها الاقتراح الروسي لوقف المعارك خلال جولة التفاوض الأخيرة عصر أمس الأول»، وأضاف «يحول الطيران السوري والروسي هذه المناطق الى جحيم».

وتسببت الغارات بمقتل ستة مدنيين على الأقل بينهم امرأة وأربعة أطفال في بلدة صيدا، لترتفع بذلك حصيلة القتلى منذ بدء الهجوم على الجنوب الى 149 مدنياً على الأقل بينهم ثلاثون طفلاً، وفق المرصد.

وبث التلفزيون السوري الرسمي مشاهد مباشرة تظهر تصاعد سحب الدخان إثر غارات جوية. وأورد أن سلاح الجو يعمل على قطع «خطوط تواصل المجموعات الإرهابية عبر استهداف تحركاتهم بين الأجزاء الجنوبية والريف الغربي لمدينة درعا».

وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» أن وحدات الجيش وجهت «ضربات مكثفة ضد أوكار وتجمعات الإرهابيين في القطاعين الشرقي والجنوبي الشرقي من محافظة درعا».

وأبرمت روسيا في الأيام الأخيرة اتفاقات «مصالحة» منفصلة مع الفصائل المعارضة في أكثر من ثلاثين قرية وبلدة. وتنص هذه الاتفاقات بشكل رئيسي على استسلام الفصائل وتسليم سلاحها مقابل وقف القتال.

وتسببت العمليات القتالية في درعا بنزوح أكثر من 320 ألف شخص بحسب ما أعلنت الأمم المتحدة أمس، توجه عدد كبير منهم الى الحدود مع الأردن أو الى مخيمات مؤقتة في محافظة القنيطرة قرب هضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل.

وأوضح المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي أمس أن «الوضع الأمني يعوق جهودنا للوصول الى عدد كبير من الناس الذين هم في حاجة ماسة» الى المساعدات، محذراً من «خسارة حياة آلاف الأبرياء مرة جديدة إذا لم يتم اتخاذ تدبير عاجلة».

ويحضر الوضع في جنوب سوريا على جدول جلسة طارئة مغلقة يعقدها مجلس الأمن في وقت لاحق، دعت إليها كل من السويد التي تتولى الرئاسة الدورية لمجلس الأمن خلال هذا الشهر، والكويت. وفي سياق آخر، أفاد ناشطون بمقتل وإصابة عدد من الجنود الأمريكيين، مساء امس الأول، جراء انفجار عبوات ناسفة بريف دير الزور الشمالي الشرقي.

وذكرت مصادر معارضة، عبر صفحات التواصل الاجتماعي، ان تنظيم «داعش» قام بزرع عبوات على الطريق العام بالقرب من قرية النملية، وفجروها عند وصول دورية مشتركة بين قوات أمريكية وأخرى تابعة لقسد».

وأشارت المصادر الى ان الحادثة أسفرت عن «مقتل عدد من الجنود الأمريكيين، بالإضافة إلى تدمير سيارة مصفحة من نوع «همر».

وأضافت المصادر أن«إطلاق نار كثيف تلا عملية التفجير، حيث دارت اشتباكات بين عناصر «داعش» وأفراد من الدورية، تمكن بعدها عناصر التنظيم بالفرار إلى البادية الشمالية، حيث مناطق سيطرة التنظيم». وتحدثت المصادر عن مقتلُ وإصابة عددٍ من جنود التحالف الدولي ومسلَّحي «قسد» إثر انفجار عدة ألغام زرعها مسلَّحو «داعش» قرب قرية النملية جنوب بلدة الصور بريف دير الزور الشمالي الشرقي. ولم يصدر أي تعليق من التحالف الدولي أو «قسد» على الهجوم.